وعلى نفس الشاطىء هناك
ارى نفسى كطيف لعجوز تعدت السبعين من العمر
ارى الصبر قد مل منى وارتحل وتركنى فريسة لوحشية ذكرياتى
ارانى أقبّل اقدام الرمال علّها تعيد لى خطوة اخطوها معك
استرجى الهواء ان يحمل لى ولو ذرة من عطرك لتغذينى ولكنه لم يرحم شيبتى
اذكر ذلك الزمن البعيد
على صدى تلاطم الامواج كانت تتلاطم نبضات قلبى تتسارع...
تسابق بعضها وانا اشعر بالضئالة امام نظراتك المخترقة لوجدانى
وفى اضواء المياة اللامعة كنت ارى بريق يظهر ويخبو
كان يريد ان يلفت انتباهى لشىء ما
لكنى لم التفت اليه الا بعد فوات الاوان
كان يريدنى ان اصغى لحديث الشمس وهى فى غروبها الطويل
وهى تردد علينا ترنيمة الوداع الحزين
كانت تريدنى ان اعرف ان لكل شروق غروب
لكن عينى ماكانت ترى سواك
ولاشىء سواك
انت وفقط
ولم يحظى انتباهى بشىء من اليقظة
حتى كان الغروب لشروقك عن عالمى
وما اقساه من غروب
غروب قتل كل معنى للأمل
بدد اوهام الشروق التى رسمناها
ومحى بظلمته الخانقة كل حلم رسمته اناملك فى صفحات ذكرياتى
كم صرت اكره البحر
واكره الارض
واكره الشمس
واكره كل شروق لها لان بعده غروب
كرهت نفسى لانى بدونك لست انا
كم هو قاسِ على عقلى ان يصور تلك الحقيقة الجافة
انك رحلت عن مدار افلاكى وحرقت سفينتك من خلفك
انك اعلنت الاستسلام فى معركتنا مع المستحيل وتركتنى وحيدة فى ارض المعركة
انظر من حولى فاجدنى ملطخة بدماء قلبى الذى نزف حتى الموت
اجد سيفى مكسورا واظل الوح به فى الهواء توهما اننى مازلت بكامل عتادى
اجدنى اضحوكة للجميع
اسمع صوت ضجيج فى نفسى ولا اعرف مصدره
هل هو نابع من خفقان قلبى الذبيح وهو فى احتضاره
ام انه من تصارع أطيافك فى مخيلتى
ام انه من دوامات دموعى المتحجرة بعيونى
ام انه بداية لثورة بركان هائل من الاحزان سيجتاح ايامى
لا ادرى..
[img]
[/img]
ماعدت ادرى حتى من انا
ما عدت اذكر سوى انك ادميت قلبى وانت تتالم لكونك سببا فى المى
لماذا اذا تعمدت الرحيل عنى؟
وانت تعلم مدى دمارى من بعدك
وتعلم انك فى بعدى تنتحر
لماذا لم تدافع عنى وعنك
تبا لشجاعة الرجال التى تتلاشى عند اللحظة الاخيرة
رغم ان تلك اللحظة الاخيرة كثيرا ماغيرت مصير لشعوب باكملها
ماكان احد يدرى مايحدث ان انت ظللت محاربا من اجلنا فى هذه الثوانى الاخيرة
ويحى من تخيل مجريات للامور غير التى جرت علّنى انسى الحقيقة
اكره ضعفى امام تعقلى وانا اختلق لك الاعذار رغم يقينى انى مخطىء
سؤال يعذبنى..
هل لقلبى المتيم بحبك ان يسامحك يوما ما على تخليك عنه وهو فى اشد الاحتياج اليك؟
بقدر حب هذا القلب المخلص لك
كان اوجاع الدنيا تحز فى طياته من اثر طعناتك الغاشمة
ماذا يفعل القلب عندما يتساوى فيه مقداران من شعورين متضادين
حب و سخط
يوما ما ستجيب الايام عن هذا السؤال
لكن ما اعلمه جيدا
انى رغم كل هذا
مازلت اتلذذ بنار اشواقى اليك وهى تحرق فى صدرى