هي فتاة في العشرين من عمرها.أحبت شاب في الثلاثين . تقول : بدأحبناهذا منذ أكثرمن ثلاث سنوات. وخلال هذا الفترةاكتشفت أننا متقاربان ومتفاهمان إلى حد بعيد , لدرجة تكاد تتطابق فيها الآراء والأفكار دون أدنى مبالغة ولأننا ننتمى إاى طبقة تعتمد على نفسها في تدبير أمور حياتها فقد كان على خلال هذا الفترة أن أشق طريقي في الحياة العملية بعد أن تخرجت بينما كان هو يعمل بالفعل, ويحاول قدر الإمكان مؤكداً لى أنه يبذل كل جهده من أجل اليوم الذي نتزوج فيه.
لاأستطيع أن أصف السعادة التي كنت أعيش فيها, ولايمكن أن أعبر عن فرحتى به وبحبه طوال هذه السنين, ولاأجد الكلمات التى تصف مشاعرى ونحن نقترب يوماً بعد يوم من الأمنية الغالية. وقد ظلت هذا حالتى إلى أن اكتشفت قبل زواجنا بشهر واحد أنه متزوج. وهوالذى اعترف لى بهذه الحقيقة المذهلة, واعترف لى أيضاً بأن له ابناً في السابعة من عمره وابنة في الثانية من عمرها ... ولكن هذا الاعتراف الذى جاء به من جانبه وبمبادرة منه, لم يغير من واقع الأمر شيئاً فقد أصبت بصدمة هائلة لدرجة انني ظللت طريحة الفراش أكثر من أسبوعين. وقدوجدت أنه لايجوز لمثلى أن تحزن كل هذا الحزن, فتماسكت وضغطت على نفسي وأعصابي, وعدت إلى عملى . وقد عرف بأمر عودتى فحاول الاتصال بى ولكن أخبرته أنه يجب أن يبتعد عن طريقى وألايحدثنى والالتقاء بى وانه من الأفضل عدم إتمام الزواج والأنفصال وان ينسانى نهائياً وإلى الابد.
وكنت أتصور أن تنتهى الأمور عند هذا الحد وكنت أتخيل أنه تكفينى مأساتى لأعيش فيها قدر ما أعيش . فأنساها وتنسانى, وأبدأ صفحة جديدة في كتاب الأيام.
ولكن الذى حدث بعد ذلك هو أنه تمسك بى أكثر . ومن ناحية أخرى فاننى لابد أن أصدقكِ القول, واعترف لكِ بأننى أحبه كثيراً فإنه حينما اتصل في يوم من الايام وأصر على أن أذهب معه إلى مكان عام نجلس فيه لكى يحدثنى بالحقيقة , فاننى لم أملك في النهاية إلى أن أستجيب له... حدث هذا مع علمى بأن هذه المعرفة لن تغير كثيراً أوقليلاً في الموقف.
المهم ذهبت معه وعرفت منه أنه قدتزوج بناء على رغبة أهله ,وأن زوجته مريضة. ويكفى أنه تحملها لمدة عشرسنوات.وأن مثله لابد يجد لدى الآخرين عذراً عندما يعلن أن صبره قد طال, ومن حقه أن يعيش حياته, وأن يعرف الحب, وان ينعم بالسعادة.
استمعت إليه حتى أنتهى من قصته, ثم نصحته بأن يعود إلى زوجته وأولاده, فإذا به يحاول الذهاب معى إلى بيت أهلى لإقناعهم برغبته في إتمام مراسيم الزواج منى.وأفهمته أن المحاولة لابد فاشلة, وأن هذا ليس في صالحه لأن أهلى طلبوامنه تطليقى ولن يزوجونى من رجل متزوج وقد كذب عليهم ولم يخبرهم بانه متزوج الابعد عقد القران
لقد أصبحت أعيش في جحيم مابين أهلى الذين يهددوننى بحرمانى من الذهاب إلى العمل إن سمحت له أن يرانى ويحدثنى ,وبين هذا الحب الذى لاأستطيع أن أزعم أننى قد برئت منه تمام.
إن أهلى ــ رغم أننى لاأخفى عنهم شيئاً قد فقدوا الثقة بى وهم يسألون كل يوم ماإذاكنت لاأزال على اتصال به أم لا
وأمى لاتكف عن الصراخ في وجهى وتوجيه اللوم إلى في كل يوم, وهو مازال يأمل في أن تعود المياه إلى مجاريها,
رغم كل شىء.
وأنا في هذا الموقف النفسى الممزق وجدت نفسى أمرض وأشحب وبدأ جمالى يذبل ولم يكن أمامى إلا أدخل المشتشفى بحثاً عن علاج وهرباً من موقف أكبر منى